بقلم بشرى الخزرجي

يتصرف بعض الآباء بعنف مع أبنائه بزعم أنها الطريقة المثلى للتربية وتقويم السلوك. وهذا ما وقع فيه معظمنا متحملين وزر موروثات مجتمعية شكلت سلوكيات نمطية ولسان حالها يردد: هذا ما وجدنا عليه آباءنا فاعلين. يُضربُ الطفل وتترك على جسده البريء علامة لا تزول بداعي التربية!

والأشد منها إيلاما تلك العبارات الهدامة والألفاظ الجارحة التي يطلقها بعض الآباء، سواء أمام الغرباء او بين أفراد الاسرة الواحدة والتي تبقى عالقة في ذهن الطفل مكونة ندبا وعقدا تدخل في تشكيل شخصيته المستقبلية. 

في مجالسنا الوعظية وملتقياتنا الثقافية الحالية كثيرا ما يتحدثون عن ضرورة تمتين العلاقات الأسرية باتباع الأساليب العصرية بالاضافة الى تعاليم الدين، بخاصة علاقة الآباء بالأبناء وذلك من خلال طرق أبواب تفكيرهم والمباشرة في فتح حوارات تراعى فيها مراحلهم العمرية واهتماماتهم اليومية.

 ولاشك أن الخلل يحصل عندما يندر التواصل وتقل معرفة الوالدين بطبيعة تفكير أبنائهم وسلوكياتهم خارج المنزل .. في المدرسة مثلا وعندما تتكرر سلوكيات الابن الخاطئة  تضطر إدارة المدرسة او المعلم مشاركة الأهل لأجل إيجاد الحل المناسب، وغالبا ما تظهر الفجوة بين الأهل والولد في مثل هكذا مواقف، إذ لا علم لهم بسلوكياته الخاطئة خارج محيط الاسرة! 

 والبعض من الآباء لا يكلف نفسه عناء البحث في عملية التربية والتعليم بحجة ضيق الوقت، ومنهم من يكتفي بطرح سؤالين على الإبن بعد عودته من المدرسة، ويعتقد أن جوابهما بالنسبة له كافيا وقد يكون شافيا:

الأب: كيف كانت المدرسة اليوم؟

الإبن: جيدة! 

الأب: وكيف كنت؟ 

الإبن: جيد! 

وبحكم تعاملي مع تلاميذي الصغار بلغني أن أحد الآباء يطلب من أبنائه تحضير الواجبات المدرسية دون متابعة او توجيه منه بحجة أنه متعب  ولا يريد سماع المزيد من الكلام!

ولكن متى كانت عملية الإعداد وتربية الأبناء سهلة! في اعتقادي أن العملية تسهل عندما يتحمل الجميع مسؤوليته على أكمل وجه.

إن جلوس الآباء مع الأبناء أثناء أداء الواجبات المدرسية يعزز من الترابط الأسري وينمي أواصر المحبة والألفة  بينهم، وبالإمكان جعل التواجد والجلوس متقطعا ومتحركا، في المكان والزمان والاسلوب .. وباستطاعة الوالدين جعلها فترة ممتعة عن طريق  تقسيم الوقت وتحفيز الطفل في الدخول معه في صفقة تنتهي بهدية أو وعد بفسحة لعب يقضيها مع أصدقائه المفضلين.

إن مرحلة الطفولة من أجمل مراحل الأبناء، وإن كانت متعبة  تتسبب في تغيير نمط الحياة  وساعات الراحة، لكنها ستمر سريعا ولا يبقى منها سوى الذكريات التي تمدنا وفي أحايين كثيرة بطاقة إيجابية لا حدود لها، فعندما تعود صورهم في الذاكرة تنشرح نفوسنا وترتسم على الشفاه بسمة شكر نحمد الله فيها على نعمة البنين.

 

بشرى الخزرجي